• الذهب يتماسك رغم الاتفاق الأوروبي

    29/10/2011

    توقعات باختراق مستوى 1800 دولار للأوقية «خلال أيام» الذهب يتماسك رغم الاتفاق الأوروبي

     

    صائغ يعرض مشغولات ذهبية في محل في نيودلهي. ويؤكد عديد من المحللين أن المعدن الأصفر مازال ملاذا آمنا يلجأ إليه كثير من المستثمرين للتحوط. رويترز
     
     
    أعاد محللان اقتصاديان تماسك أسعار الذهب في جلسة أمس رغم الاتفاق الأوروبي إلى لجوء كثير من المستثمرين إلى المعدن الأصفر كملاذ آمن للتحوط، وتوقعا تجاوز سعر أوقية (أونصة) الذهب مستويات الـ 1800 دولار "في غضون أيام".

    وتحدد سعر الذهب في جلسة القطع المسائية في لندن أمس عند 1742.00 دولار للأوقية ارتفاعا من 1735.00 دولار في جلسة القطع الصباحية. وبلغ سعر الذهب عند الإغلاق السابق في نيويورك 1743.95 دولار للأوقية. وهبطت أسعار الذهب في بداية الجلسة لكنها لا تزال في طريقها لتسجيل أكبر مكاسب في أسبوع خلال شهرين بعد أن عزز اتفاق توصل إليه زعماء منطقة اليورو لاحتواء أزمة الديون أسعار الأسهم والسلع الأولية. ووافق زعماء الاتحاد الأوروبي على شطب 50 في المائة من حيازات السندات اليونانية وإعادة رسملة بنوك أوروبية وزيادة حجم صندوق إنقاذ منطقة اليورو.
    وما زال المعدن النفيس في طريقه لتحقيق زيادة بنسبة 5.9 في المائة مقارنة بالأسبوع السابق، في أكبر مكاسب أسبوعية في غضون شهرين. وارتفعت الفضة الفورية 0.6 في المائة إلى 35.26 دولار للأوقية وهي في سبيلها للصعود بنسبة 12.6 في المائة هذا الأسبوع، في أكبر مكسب أسبوعي فيما يزيد على ثلاث سنوات. وهبط البلاديوم 0.10 في المائة إلى 662 دولارا للأوقية بينما صعد البلاتين 0.57 في المائة إلى 1640 دولارا.
    وهنا يؤكد محمد الشميمري ـ مستشار اقتصادي ومالي ـ أن الذهب مازال ملاذا آمنا يلجأ إليه كثير من المستثمرين للتحوط "حتى بعد الاتفاق الأوروبي" الذي عزز أسواق الأسهم العالمية، مشيرا إلى أن "الحلول الأخيرة (التي توصل إليها القادة الأوروبيون) لا تنهي المشكلة بشكل جذري، بل تبعث برسائل طمأنة للأسواق العالمية".
    وتوقع أن يتجاوز الذهب مستويات 1800 ـ 1900 "في الأيام المقبلة" في حال اختراق 1750، معللا ذلك بضعف الدولار حيث اتجاه الذهب دائما معاكس لاتجاه الدولار.
    وقال الشميمري إن "الفيدرالي الأمريكي قام بشراء سندات الرهونات العقارية من السوق.. هذا يشبه التيسير الكمي الذي هو شراء البنك الفيدرالي سندات من السوق وزيادة ضخ وطبع للدولار نتيجة لذلك يضعف الدولار بقوة ويرتفع الذهب بالمقابل، وقد شهدنا أيضا ضعف الدولار أمام معظم العملات الرئيسية يدعم قوة الذهب، كما أن زيادة الطلب على المعدن الأصفر في تشرين الأول (أكتوبر) من كل سنة عادة لأنه يوافق موسمي الحصاد الزراعي وموسم الزواج في الهند، وذلك يرفع نسبة شراء الذهب في هذه المواسم".
    وأضاف الشميمري "قد يختبر الذهب الأسبوع المقبل الدعم عند مستوى 1700 ومن ثم يرتد للأعلى". وتابع الشميمري "مع أن الذهب أداة تحوط إلا أنه يعاب على الاستثمار فيه تكلفة تخزينه وعدم وجود عائد توزيعات منه".
    من جهته، اتفق سهيل الدراج ـ محلل اقتصادي ـ مع ما ذهب إليه الشميمري، مرجحا أن يستمر الذهب ملاذا آمنا "لثلاث سنوات على الأقل".
    وقال "إن حجم الاضطرابات الاقتصادية كبير في منطقتي اليورو والولايات المتحدة وآسيا، بسبب أزمة الديون السيادية الأوروبية، متوقعا أن "تسحب (الاضطرابات الاقتصادية) بدرجة كبيرة أوروبا إلى ركود اقتصادي يبدأ في الربع الأول من عام 2012"، إضافة إلى التراجع شبه المؤكد في الاقتصاد الأمريكي الذي يتوقع أن تبدأ ملامحه في الربع الثاني من 2012 "مع اقتراب الانتخابات الرئاسية الأمريكية".
    واعتبر أن تراجع الدولار خلال الأسبوع الماضي بسبب زيادة شهية المخاطرة بعد الاتفاق الأوروبي ساهم في ارتفاع الذهب بأكثر من 100 دولار ليصل إلى مستويات 1750 دولارا للأوقية يوم أمس في بداية التداول".
    وأضاف المحلل الاقتصادي أن المضاربات في الذهب والنفط أصبحت "قوية جدا". وقال "المضارب يحقق ربحية من التذبذب الذي يحدث في الأسعار"، وأنه "خلال السنوات الخمس الأخيرة أصبح التذبذب صعودا وهبوطا على المعادن والسلع خيالياً.. خلال أسبوع واحد نستطيع أن نلمس تغيرا لا يقل عن 4 في المائة هبوطا أو صعودا على الذهب أو النفط".
    وتوقع أن تتحرك أسعار الذهب في المنطقة بين 1600 دولار إلى 1800 دولار بمتوسط حركة يومية لا يقل عن 17 دولارا للأوقية. وزاد "أتوقع أن يستمر الذهب ملاذا آمنا في ظل الاضطرابات الاقتصادية الحالية وفي ظل ركود اقتصادي متوقع بدرجة كبيرة، في ظل اضطرابات أسعار الصرف التي تتحرك هي الأخرى بوتيرة متسارعة وتذبذب كبير".

حقوق التأليف والنشر © غرفة الشرقية